top of page
منيرة.png

ما هو العلاج بالمعنى

يعود الفضل في تأسـيس هذه النظرية إلى الطبيب النمساوي فيكتور إميل فرانكيل الذي عاش حياته في الفترة من (٢٦ مارس ١٩٥٠ وحتى ٢ سبتمبر ١٩٩٧)، وهو طبيب نفسـي، وطبيب أعصاب، وأحد الناجين من المحرقة النازية.

وهو مؤسس العلاج بالمعني الذي هو شكل من أشكال العلاج النفسـي الوجودي، ويعتبر من أهم العلماء الذين ساهموا في تأصـيل هذا الأسلوب العلاجي من خلال الأعمال الكثيرة التي قدمها.

وقد ظهرت هذه المدرسة العلاجية خلال القرن العشـرين، وتعتبر من الأساليب الجديدة في العلاج النفسـي، كما أنها أوسع مجالاً من العلاج الوجودي؛ لأنها نجحت في إيجاد وتطوير فنيات في الممارسات العلاجية. (سليم، ٢٠٢٠م). وبهذا يعد فرانكيل من أوائل المنظرين لمصطلح (معنى الحياة) الذي يعد ركيزة من ركائز العلاج بالمعنى، وقد تولدت لديه هذه الفكرة من خلال معاناته مع مجموعة من زملائه المعتقلين في السجون النازية بعد الحرب العالمية الثانية، فقد رأى أن معنى الحياة وليد الظروف والعوامل المحيطة بالفرد، ولا يصل إليها الإنسان عن طريق التساؤلات فقط بل عن طريق استجابته وردات فعله تجاه المواقف، ولاسـيما الضاغطة والمؤلمة منها.

هدف العلاج بالمعنى

أن الهدف الأساسـي للعلاج بالمعنى هو إثارة إرادة المعنى وتنمية مستويات مرتفعة من الشعور بالوعي؛ ولذلك فإن دور المعالج بالمعنى قد يختلف عمّا يقوم بها المعالج في العلاجات الأخرى حيث أنها مهمة تتركز على مساعدة العميل على إيجاد المعنى في كافة مواقف حياته كما أنهُ يسأل العميل أسئلة تساعده على أن يصبح أكثر وعياً روحياً، ويكتشف قدراته وإنجازاته،‏ ‏وعلى ذلك فإنه يمكن صـياغة هذه الأهداف في النقاط التالية:

فنيات وتقنيات العلاج بالمعنى

توافر للعلاج بالمعنى العديد من التقنيات التي تكون مفيدة، وذات عائد بالنسبة لممارسة الأخصائي النفسـي، ويمكن إجمالها على النحو التالي

Notebook

الحوار السقراطي

يستخدم المعالجون بالمعنى فنية الحوار السقراطي، لتعليم الأفراد كيفية سـير حياتهم بواسطة أسئلة تقدم بطريقة حوارية تجعل الأشخاص يجدون استبصاراً جديداً نحو أعراضهم، وبالتالي تعديل الاتجاهات الحالية وتنمية اتجاهات جديدة لاكتشاف المعنى في الحياة، ومن خلال الحوار السقراطي يتعلم الأشخاص أن يفصلوا أنفسهم عن الأعراض المرضية لديهم، وأنهم ليسوا ضحايا المرض، ولكنهم لديهم إرادة، ويمتلكون الاختيارات والبدائل المتاحة لتحديد المعنى.

إن فنية الحوار السقراطي كأسلوب في العلاج بالمعنى، يستخدم مع المريض من أجل استشارة المعنى لديه، من خلال توجيه أسئلة حوارية تستشـير المريض، كما تتضح أهمية الحوار السقراطي كفنية أساسـية في العلاج بالمعنى من أجل مساعدة الشخص في اكتشاف المعنى في الحياة من خلال الاستبطان الذاتي، واكتشاف الذات، والاختيار، والتفرد، والمسؤولية، والتسامي بالذات

643.png

فنية اللوجوتشارت (جداول المعنى)

تعد هذه الفنية من فنيات العلاج بالمعنى الحديثة، وقد قام بتصميمها وتطويرها خاتمي (١٩٨٨م) حيث يستطيع العميل بمساعدة المعالج أن يطبق اللوجوتشارت أو (جداول المعنى) للأحداث اليومية في حياته وخاصة تلك التي يواجه معها مشكله تتطلب حلاً، حيث تساعده على أن يبتعد عن ردود الأفعال الاوتوماتيكية، ويختار استجابات حقيقية هو من يرغب بها.

وعليه أن مفهوم اللوجوتشارت يعني أن الإنسان عباره عن نوعين من الذوات: الحقيقية والأوتوماتيكية، وتمثل الذات الحقيقية جوهر رغبة الفرد وقدرته على خلق واقع يناسبه، وتبني معتقدات وسلوكيات هو من يرغب بها في حقيقة الأمر، كما تمثل الذات الأوتوماتيكية رد الفعل الآلي نحو المواقف والأحداث نتيجة لما تم المرور به في الماضـي حتى وإن كان لا يرغب حقيقة بالقيام بها، ولا تتفق مع اللحظة الحالية، وقد يشعر بالضيق عند فعلها، ولكن هذا ما تبرمج عقله وسلوكه عليها.

ويستخدم الأشخاص الناجحون الجزء الحقيقي من الذات، وهو الجزء الذي يجعل من الفرد متفرداً في حياته، وقراراته، وردات فعله

2021_Januari_67.png

المسـرحيات النفسـية القائمة على المعنى (اللوجوداما)

وهي نوع من أساليب الإرشاد والعلاج الجماعي المتبع في العلاج بالمعنى، ويقوم على أساس تخيل الماضي من الحياة بهدف تعزيز الإحساس بالمسئولية نحو الوجود الشخصـي، فمن خلال هذه الفنية يحكى كل شخص من المجموعة قصته مع الحياة، وعن طريق الحوار المتبادل بين الأشخاص والمرشد بالمعنى يتضح المعنى بطريقة ارتجالية

Yoga at Home

تعديل الاتجاهات

قدم Lukas,1984 فنية تعديل الاتجاهات في العلاج بالمعنى بناء على أن الفرد يمكنه أن يتغلب على مشكلاته من خلال الاتجاه الذي يتخذه نحو مشكلته من خلال أحداث تغيير إيجابي في اتجاه العميل نحو ذاته وظروفه ومعوقاته مما يساعده على التغلب على ما يعانيه مــن مشكلات، وأن يتعايش ويتأقلم مع ما لا يمكنه حله

Reading Glasses on Book

فنية أفعل كما لو

ويعتبر هذا التدريب نقطة بداية للفرد على طريق الشعور بالمعنى الجديد في الحياة، وبذلك تكون نقطة البداية أن يفعل الفرد مثلما يفعل الشخص الذي يريد أن يكون مثله، ويجب على الفرد عمل ذلك حتى ولو لم يصدق فيه في البداية حيث يتقبل الفرد بالفطرة، وبعد ذلك بمدة قصـيرة سوف يبدأ الفرد أوتوماتيكياً فعل ذلك بإيجابية

Flowers in Sock

فنية إعادة تقييم الذات

وفيها يقيم الفرد ذاته بدقة كما يفعل في الحياة، في الجوانب التالية: (الحقوق – المسئوليات – الآمال – الطموحات)

وتهدف هذه الخطوة إلى

أن يصبح الفرد واعياً بموقفه في الحياة

    إلقاء الضوء على قدرات الفرد وإمكاناته غير المستغلة،  وكذا تطبيق ذلك على مستقبله، وعلى ما يريد أن يكون

فنية القصد المتناقض

هو تشجيع المريض على عمل أو تمني حدوث الأشـياء التي يتجنبها أو يخاف من حدوثها حتى يصل إلى درجة أنهُ يسخر من عصابه

وهنا يحاول المعالج مساعدة المريض على تحطيم هذه المخاوف ويرى نفسه المنتصـر عليها بدلاً من أن يرى نفسه ضحية لها كما يعمد إلى تضخيم الأعراض بشكلٍ فكاهي فإذا ضحك المريض من أعراضه فقد كسب أول انتصاراته

Reading a Book

فنية القصة الرمزية

وهي أحد الفنيات التي قدمها فرانكيل، وهي فنية قريبة من العلاج المعرفي في كونها تعمل على تصحيح الفكرة الخاطئة بموقف أو قصة رمزية، وفيها يروي المعالج قصة توضح معنى معين يصعب التعبير عنه بشكلٍ مباشـر.

لذلك يجب على المعالج أن يحوي في جعبته الكثير من القصص والمواقف ذات المعنى، والدلالة التي توضح المقصود، وتغير التصور وتفتح الآفاق بشكلٍ رمزي وممتع

Hand Opening Window

فنية فنية الواجبات المنزلية

تلعب الواجبات المنزلية دوراً هاماً في كل العلاجات النفسـية، إذ إنها الفنية الوحيدة التي يبدأ ويختم بها المرشد كل جلسة إرشادية، وتساهم في تحديد درجة التعاون والألفة القائمة بين الأخصائي والعميل، وذلك يؤثر في طريقة أداء العميل في كل خطوات أو مهام البرنامج الإرشادي، ويستطيع المرشد تقوية العلاقة الإرشادية بتكليف العميل بعمل واجبات منزلية، ويقدم كل واجب منزلي على أنهُ تجربة مناسبة لاكتشاف بعض العوامل المعرفية المتعلقة بالمشكلة التي يواجهها حديثا

وأخيرآ يعتمد العلاج بالمعنى على إعطاء الفرد دافع لحب الحياة وإيجاد معنى للعيش بتوازن فيها، وذلك من خلال تحمله مسؤولية قراراته واختياراته، وتمكينه من إيجاد المعنى في أصعب الظروف وأشدها

وللاستزادة بإمكانكم الحصول على المراجع التالية
bottom of page